هذه هى مؤامرة كولن باول لسقوط مصر والوطن العربى



عقد كولن باول وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية اجتماعاً مغلقاً (6/11/2002) مع خمسين سيدة عربية في اطار برنامج الاصلاح العربي الذي اعدته وزارته وأشرفت على تنفيذه اليزابيت تشيني ابنة نائب الرئيس الأميركي ديك، وهو برنامج جاء في اطار المناخ العام الأميركي في تعزيز الديمقراطية ونشرها في منطقة الشرق الأوسط ومساعدة الدول المعنية في دفع خططها التنموية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية، وهو البرنامج الذي وضعته الإدارة الأميركية عقب 11 ايلول، ورصدت لتنفيذه مبلغ 29 مليون دولار.
وقد لعب هذا الوفد النسائي دوراً في تأجيل مبادرة باول الاصلاحية التي شكلت نواة مشروع الشرق الأوسط الكبير، الى 12/12/2002، لأن أعضاء الوفد (من الجزائر، مصر، الأردن، لبنان، المغرب، سوريا، الضفة الغربية، غزة، اليمن، تونس، الخليج) أثرن مسائل هامة مثل دعم واشنطن لإسرائيل، والمعايير المزدوجة في السياسة الأميركية، ورفض الحرب على العراق والمنطقة، والخطط المبيتة لتقسيم المنطقة الى دويلات طائفية. وقد جاءت اثارتهن لهذه الملاحظات نابعة من اطلاعهن على مبادرة باول حول الديمقراطية في الوطن العربي.
وكان اللافت هزء أعضاء الوفد النسائي من المبلغ الزهيد المخصص لإحداث التأثير المطلوب لتصدير الديمقراطية، أي 29 مليون دولار، مقابل تخصيص أميركا مبلغ 92 مليون دولار للمعارضة العراقية، وفي الوقت نفسه، لتقويض العراق وإثارة الحرب الأهلية فيه.
الواقع إن التأجيل لم يكن فقط لما تقدم، بل الارجح أنه كان انتظاراً لقبول أوسع «لخريطة الطريق» المقترحة لحل الصراع في فلسطين، وكأن في الامر مراوغة متجددة لمصلحة إسرائيل ليبدو الشعار الأميركي السائد في تلك المرحلة: تبريد في فلسطين وتسخين في العراق، او على العكس، وهكذا دواليك.
جاءت مبادرة باول تحمل في صفحات ثلاث إصلاحاً نظرياً واسعاً للبنى السياسية والاقتصادية العربية، انطلاقاً من مصلحة أميركية تقضي بتغيير الشرق الأوسط، وقد كان باول حازماً في أمر أساسي وهو ان تأجيل الاصلاحات حتى حلّ أزمات المنطقة مسألة باتت مرفوضة بالكامل من الإدارة الأميركية.
وتبدو نصوص مشروع الشرق الأوسط الكبير نسخة طبق الأصل تقريباً عن مبادرة كولن باول مع أن ما بينهما عامان تقريباً (الأولى 13/2/2004 والثانية 17/12/2002)، بل يمكن القول إن المشروع المذكور هو المبادرة الأساسية لباول التي جاءت كما قال، نتيجة مناقشات مع قادة بعض دول العالمين الغربي والإسلامي وعدد كبير من مثقفيهم، بمن فيهم الخمسين سيدة عربية اللواتي ذكرهن في سياق مبادرته، معتبراً ان هذه المبادرة هي اصلاحية وشاملة، وهي فعلاً كذلك، وأنها تضع الولايات المتحدة بشكل قوي الى جانب قوى التغيير والاصلاح وبناء للمستقبل الحديث في منطقة الشرق الأوسط.
وقد تركزت مبادرته على أعمدة ثلاث:
1-العمود الأول هو للتعاون مع القطاعين العام والخاص لردم الهوة في مجال البطالة من خلال الاصلاح الاقتصادي والاستثمار في مجال الأعمال وتزكية القطاع الخاص، وتعزيز الحريات والمجتمع المدني والمشاركة السياسية ورفع صوت النساء.
2-العمود الثاني يربط بين الاقتصاديات المفتوحة وضرورة إيجاد الأنظمة المفتوحة على بعضها وعلى العالم.
3-العمود الأخير وهو الاصلاح التعليمي حيث سيتم التركيز على تعليم البنات وتوفير المنح المدرسية للجميع.
وقد شددت المبادرة على أن أميركا لا تفرض «النموذج الجيفرسوني» نسبة الى الرئيس الأميركي توماس جيفرسون أحد مؤسسي الجمهورية الأميركية المعروف بكتاباته الفكرية والفلسفية حول الحرية والديمقراطية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جريدة العادل الالكترونية ليوم السبت 12 يناير 2013 للأخبار المتنوعة

محمود عبد الفتاح ضابط شرطة يلجا اليه كل الناس

آيات العرابى ....العميلة الامريكية وفضائح فى أمريكا وعداء للجيش والسيسى بصفة مستمرة