هل استوعب محمد صلاح الدرس من هذا البطل محمود عبد الكريم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


محمود كان ولد صغير بيشتغل boy في ملاعب تنس نادي الجزيرة زمان. و زمان ده يعني زمان قوي. سنة ١٩٣٩. و ال boy ده شغلته يلم الكور للناس اللي بتلعب تنس و كان أيامها بياخد مليم اجر عن كل time. و التايم يعني ساعة لعب. يعني يشتغل عشر ساعات يقبض في آخرهم قرش صاغ.
و في يوم من الايام كان بيلم كور لاتنين انجليز من اعضاء النادي و في اخر اللعب واحد منهم اداله مضرب تنس قديم مشروخ و فتلته مقطعه. محمود فرح قوي بالمضرب و مشي يضرب سوينجات في الهوا. و هو مروّح من النادي فات علي ملاعب الاسكواش فطلع يبص بصه. لقي الراجل الانجليزي نفسه بيلعب لوحده. شافه الراجل فقال له انزل العب معايا. فدخل محمود يلعب معاه اسكواش لأول مره في حياته بمضرب تنس مشروخ و فتلته مقطعه. الراجل فهمه أصول اللعبه و لعبوا game و طبعا الراجل غلبه تسعه تلاته. محمود زعل جداً. ازاي الراجل الانجليزي يغلبني تسعه تلاته. صحيح دي اول مره العب لكن ازاي يعني يغلبني تسعه تلاته؟!
تاني يوم، محمود راح النادي قبل ميعاد شغله و دخل ملعب فاضي و قعد يتمرن علي لعبة الاسكواش و يستعد علشان لما يشوف الراجل يتحداه. لكن الراجل ماجاش يومها ولا الايام اللي بعدها. فضل محمود كل يوم متحفز و يروح يتمرن و يستني الانجليزي علشان يلاعبه و يهزمه. لكن اللي ماكانش يعرفه ان الحرب العالميه الثانيه قامت و ان الراجل ده كان ظابط إنجليزي كبير و أتنقل مع قوات بريطانيه لقبرص.
طب و العمل؟ حاخد ال revenge ازاي؟
فضل محمود بيغلي، و قعد يتمرن في الملعب لوحده كل يوم. و بالقروش اللي حوّشها اشتري مضرب اسكواش و أجاد فنون اللعبه. و بعد سنين جه النادي واحد اسمه عبد الفتاح باشا عمرو. الباشا كان سفير مصر في إنجلترا و كان لاعب اسكواش ممتاز. و كانت الحرب العالمية خلصت و رجعت بطولة إنجلترا تتلعب بعد توقف ست سنوات. و كانت البطوله وقتها بتتلعب بنظام التحدي. فمحمود بعد ما غلب يستني ظهور الراجل الانجليزي قرر انه ياخد ثأره من بطل العالم نفسه - الانجليزي الأسطورة جيمي دير!
و توسط بعض اعضاء النادي من الوجهاء لدي عبد الفتاح باشا كي يتقدم بطلب التحدي للاتحاد الانجليزي للاسكواش و قد كان.
سافر محمود عبد الكريم لإنجلترا علشان يلاعب جيمي دير و وصل و قعد في غرفة إيجارها بسيط لانه ماعندوش فلوس. و سال عن عنوان السفارة المصريه و ذهب لمقابلة عبد الفتاح باشا و تذكرته بموعد المباراة. و كان الباشا مشغولاً و لكنه وعده بالحضور و تمني له حظاً طيباً و سأله لو محتاج حاجه. محمود ماكانش معاه غير بس ثمن ايجار الغرفه اللي حينام فيها. و عزت عليه نفسه يطلب من الباشا اَي حاجه. كفاية انه توسط له علشان يلعب المباراة. اصل مش اَي حد كده يروح يتحدي بطل العالم! لكن اللي لازم تعرفوه ان عبد الفتاح باشا كان كسب بطولة العالم للهواه سنة ١٩٣٧و بالتالي يعرف مسئولي اللعبه في إنجلترا كويس. فمحمود قال مش مهم يمشي لحد البيت و مش مهم انه يأكل. المهم انه يركز في الهدف اللي جه علشانه: انه يلعب الماتش و يثبت نفسه.
و يوم الماتش كانت لندن في عز البرد. محمود راح علي رجليه و وصل نادي لانسداون من بدري و قعد يستني. و علي الظهر ابتدت الناس توصل. الإنجليز طول عمرهم مهتمين بلعبة الاسكواش و بيعتبروا نفسهم اسياد اللعبه. فجت الناس تتفرج علي بطل الأبطال بتاعهم جيمي دير و هو بيسحق واحد كعادته. و وصل اعضاء الاتحاد بقبعاتهم العاليه و السيدات بازياءهم الراقيه و الاطفال واقفين علي جانبي المدخل علشان يحصلوا علي توقيع بطل الأبطال، و جت الصحافه علشان تكتب الامجاد.
و اخيرا وصل جيمي دير و الدنيا هاصت. الكل جه يشجع جيمي. بص محمود في كل الوجوه و لم يجد وجه الشخص الوحيد اللي يعرفه. لم يحضر الباشا. و اثناء خروجه من النادي قابل الباشا داخلا بسيارته متأخراً اربعين دقيقه فسأله الباشا: انت رايح فين؟ مش حتلعب الماتش؟
فرد محمود: انا لعبت يا باشا و اديني مروح.
عم محمود هو اللي حكالي الحكايه دي سنة ١٩٩٦ لما عملت معاه حديث للتليفزيون المصري بمناسبة إقامة بطولة العالم للفرق في مصر. حكي لي القصه كلها حتي توقف عند رده علي الباشا: "انا لعبت و اديني مروح". ثم غمز لي بعينه الزرقاء و قال: "ضربت لك جيمي دير ده (تسعه مافيش - تسعه مافيش - تسعه واحد) في ثلاثين دقيقه.
سحق محمود عبد الكريم بطل الأبطال و حامل وسام الامبراطورية البريطانية في عقر داره و وسط جمهوره. و توج ال boy اللي ابتدا بمليم اجره بطلا علي العالم لخمس سنوات من ١٩٤٧ ل ١٩٥١. و تهافتت الصحافه علي تصويره و الحصول علي احاديث معه، و ظهرت صورته علي أغلفة المجلات الكبري و أرسل الملك فاروق له ببرقية تهنئة و تشجيع قال له فيها انه فخور به و يعتبره من الان سفيراً لمصر في مجال الرياضه. و قامت احدي شركات الأدوات الرياضيه بتصنيع مضرب اسكواش اسمه "محمود كريم" عليه امضاء البطل المصري و كانت له امجاد.
و سألته في نهاية لقاءنا عما تعلمه في هذا المشوار. و ما هو سر النجاح؟ هل هو الإصرار؟ ام العزيمه؟ ام التدريب الجيد؟ ام الإمكانيات؟ فجاء رده في كلمة واحده: "الأخلاق".
فلما طلبت مزيداً من الايضاح، نظر الي بنظرة الأب الذي خبر الحياة و أراد الخير لابنه و قال: "الأخلاق يا بني هي اللي بتودي البني آدم لقدام و هي اللي بتجيبه ورا".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جريدة العادل الالكترونية ليوم السبت 12 يناير 2013 للأخبار المتنوعة

محمود عبد الفتاح ضابط شرطة يلجا اليه كل الناس

آيات العرابى ....العميلة الامريكية وفضائح فى أمريكا وعداء للجيش والسيسى بصفة مستمرة